ـ من هـو آرثـر رامبـو ـ



مقدمـة :
آرثر رامبـو شاعـر من أكبـر شعراء فرنسـا ، رغم وفاتـه بمرض خطيـر أصابـه فجأه وهو في السابعـة والثلاثيـن من عمـره ، إلا أن شهـره هذا الشاعـر تزداد يوما بعد يوم ، ولا يوجـد الآن مثقف في أوروبا لا يعـرف رامبـو بل ولا يوجـد محبـ للشعـر الإنسانـي دارس له إلا ويعرف رامبـو .
    
آرثـر رامبـو :

ـ ولد آرتور رامبو في شارلفيل بفرنسا في عام 1854 .

ـ أنفصل ابوه عن امه تاركا رامبو مع اخوته الثلاثـه .

ـ بدأ بكتابة الشعر بسن السادسة عشرة ، وتميزت كتاباته الأولى بطابع العنف .

ـ اتبع مبدأ جمالياً يقول بأن على الشاعر أن يكون رائياً ، ويتخلص من القيود الضوابط الشخصية ، وبالتالي يصبح الشاعر أداة لصوت الأبدية .

ـ وكانت آخر أعماله الشعرية بعد أن بلغ من العمر 19 عاماً ، وبعدها صمتـ عن الشعـر .

ـ وقـد بلغ قمـة عبقريتـه الفنيـة في هذا السن الصغيـر المبكـر .
ـ تركـ برودة باريس متجها لدفء الشـرق فـزار : الحبشـة " القاهرة " الإسكندريـة " عـدن " وبعض دول الخليـج "

ـ  توفي في مارسيليا بفرنسا في العام 1891 بعد أن بترت ساقـه .

ـ وكان آخـر ماقـال باللغة العربيـة " الله كريـم " تعلمهـا من أهل عـدن وبعدها فارقـ الدنيـا .

ـ لقبـه " شكسبيـر الرضيـع " النيـزكـ " الملاكـ المنفـي " الصوفـي المتوحـش " المراهـق الرهيبـ " الشاعـر المتشـرد " المتمـرد الأوربـي "

ـ أعمالـه الفنيـة " فصل في الجحيـم " الإشراقاتـ " أشعـار بوهيمـي " أشعار طالبـ " صحاري الحبـ " الشاعـر في السابعة عشرة " 

من أقوالـ رامبـو :

« ينبغي أن نعثر على لغة شعرية جديدة.. ينبغي أن نطالب الشعراء بأن يأتوا بشيء آخر جديد ، شكلاً ومضموناً ، ذلك أن اختراع المجاهيل أو (اكتشاف المجاهيل بالأحرى) يتطلب منا استخدام أشكال لغوية جديدة » 
بمعنـى آخر : فلا مضمـون جديداً من دون شكل جديـد .. قالـه في سنـ 17 ربيعـاً 

« الآن انتهى الكابوس ، الآن أستطيع أن أحيـي الجمال »
« أخيراً وجدتْ فوضى روحـي شيئاً مقدسـاً »
« لا كلمات بعد الآن ، إنني أدفن الميّت في بطني »
« لقد صرت مثل المسلمين لا أؤمن إلا بالمكتوب »

 شعـر رامبـو :

هناكـ ، حيثـ كنت وسط الظلالـ الغريبـة أنظـم شعـري
كأنها القيثـارة ، أجذبـ أوتـارا مطاطيـة
لحذائي المجروح ، رجل بالقربـ من قلبـي 

لقد تـم العثـور عليها !
مـاذا ؟ الأبديـة.

إنها البحـر
الممتزج بالشمـس.

يا روحـي الأزليـة ،
عاينـي أمنيتكـ
رغما عن الليـل الوحيـد
و النهار الموغـل في النـار

ঔღঔ

√ رامبـو تحدى ضيق العبارة والكلمة بأن منحهما من روحه ما جعلهما تشرقان به حد الإدهـاش .
√ رامبـو رغم كال ما اقترفتـ روحه يظل المرفرف حولنا ملء الحياة لأنه شاعر عاش التيه في أبهى تجلياته 
√ رامبـو يستحق أن ننقشه وشما على سنا البرق رغم كل الذي كان منه سيظل صوته صادحا لأنه طفل الأبديـة .
√ رامبو لم يمتـ لأنه الأبـدي الذي تحدى الموت بالكلمة و الكلمة وحدها لا تخون المستظل بها من رمضاء الزيف والخيانة والفنـاء .

ঔღঔ

أقـوالـ الأدبـاء في رامبـو :

اندريـه جيد :
هناك ما أراد أن يقوله رامبـو ، ما نعتقد انه أراد قوله ، لكن الأهمّ بلا شك هو ما قاله من دون إرادته ورغماً عنـه .

ستيفـان زيفيغ :
لجأ رامبو إلى النور الساطع والسحري للحدس ليضيء وجه السرّ. كانت القوّة تنبثق منه مثل تجديف . 

بيـار جـان :
لا يبقى أمام عيوننا الا السمـو الخارق لرامبو الوحيـد : المولود وحيـداً ، العاشق وحيـداً ، المتكلم وحيـداً ، الميّتـ وحيـداً . منذ أن أصبح غائباً عن نفسه ، لم يكن قادراً على ان يتخيل خلال احتضاره أن تلك الصفحات الشريـرة التي تركها لفيرلين ستنشئ ذات يوم احد أجمل الأعمال الشعرية عندنـا ، وهو قال عن أعماله تلك: «لم أعد قادراً على ان أكملـ ، سأصبح مجنونـاً .

سيـوران :
كلّ شيء لا يعقل ، كل شيء يخالف المألوف لدى رامبو، ما عدا صمتـه , لقد بدأ من النهاية ، وبلغ على الفور حداً لم يكن قادراً على اجتيازه إلا عبر نفـي نفسـه .

بـول فيرليـن :
لم يكن الشيطان ولا الإله ، كان ارثور رامبـو ، أي شاعراً كبيراً، أصيلاً قطعاً ، ذا نكهة فريدة ، لغوياً خارقاً , فتى ليس كالآخرين أكيداً لا ! لكنه كان نقيـاً ، عنيـداً وبلا أي خبـث وفي منتهى الرقـة ، وقد كانت له الحياة ، هو الذي أريد له أن يتنكر كإنسان متوحـش ، في الأمام في النور والبأس ، جميلة بالمنطق والوحدة مثل شعره .
كان نوع من العذوبة يلمع ويبتسم في تينك العينين الضاريتين بأزرقهما الصافي وعلى ذلك الفم القوي الأحمر ذي الثنية المحزنة : صوفيـة .

بـول فاليـري :
كلّ الأدب المعروف مكتوب في لغة المعنى المشترك ، ما خلا رامبـو . اخترع رامبو أو اكتشف مقدرة «التنافر المتناغم» . وإذ بلغ هذه النقطة القصوى ، النقطة الحادة للإثارة الطوعية لفعل اللغة ، لم يكن قادراً إلا أن يقوم بما قام به = الهـروبـ .

هنـري ميلـر :
كان رامبـو ذئبـاً مستوحـداً .

ألبيـر كامـو :
حاملاً في نفسه الإشراق والجحيـم ، محقراً الجمال و محييـاً إياه ، صنع من تناقـض لا يختزل غنـاء مزدوجاً ومتعاقباً ، انه شاعر التمـرد . ولكن أين هي اذاً فضيلة هذا الذي حـاد عن التناقـض وخـان عبقريته قبـل أن يقاسيها حتى النهايـة . شاعر كبير ومدهش ، الأكبر في عصره .

ماريو فارغاس :
لا يحارب رامبو العدو جهاراً ، ومن الخارج ، بل في الظـل ، انه يجعل التمـرد في قلب ما يريد هدمـه . 

أرشيبالد ماكليش :
ليس من كاتب في العالم اليوم يمكن أن يقارن تمـرده بتمـرد رامبـو ... «مسألة رامبـو» الحقيقية ليست مسألة سيرة ذاتية , مسألته الحقيقية هي مسألة الشعـر .

رينيـه شـار :
حسنا فعلت ، إذ رحلتـ آرثر رامبو ! فسنوّك تستعصي على الصداقة ، وعلى سوء الطوية ، وعلى حماقـة شعراء باريـس ، وكذلك على طنين النحل العقيم لعائلتك شبه المجنونة... حسنـا فعلت ، إذ بعثرتهـم جميعا في رياح الشواطئ البعيـدة ، إذ رميتهـم تحت سكيـن مقصلتهـم المبكـرة . حسنـا فعلت إذ هجرت شـارع الكسالـى ، ومواخيـر الشعـر الرديء من أجل جحيـم الحيواناتـ ، من أجل تجارة المحتاجيـن وتحيـة البسطـاء . حسناً فعلت في أن رحلتـ نحن بضعة أشخاص نؤمن من غير برهان ، بأن السعادة معك كانتـ ممكنـه .


.. في أفريقيـا ..

مظهر لرامبو أغرى العفاريين وهو صمته
 ففي القافلة لا يقال الا الضروري
نستطيع البقاء عشر ساعات دون أن نتحدث الشيء الذي لا يعني أننا لا نتواصل
 فمن خلال الصمت يمر حوار وتشارك دونما حاجة الى الكلمات
كان رامبو يتحدث قليلا وكان يحترم صمت العفاريين ، لقد صار واحدا منهم".
 لقد كان رامبو يعيش حياة زاهدة ، يلبس القطن العادي ويعتمر طربوشا صغيرا على رأسه ،
 ولا وجود أبدا لملامح العجرفة الكولونيالية التي للبيض الاخرين عليه
 زاهد وصموتـ ، متحفظ وذو كبريـاء ، غضوبـ ومتطوع صبور، مزاجه كان قريبا في الحقيقة من مزاج العفاريين بل كان مثلهم

مخـرج :

مع ذلـك يبقى يشكل ظاهرة شعرية غير قابلة للتفسيـر، ليس فقط في الأدبـ الفرنسـي ، وإنما أيضا في الأدبـ العالمـي .

بعض الصـور